Ad Code

ابتعد عن الفقر والفقراء بدرجاته الثلاث والثانية ستصدمك



الفقر بلا أدنى شك جريمة ومرض وسرطان يفتك بجسد البشرية. لكن الفقر له وجوه عجيبة وجوانب سرية يفتقدها عقل الإنسان الحديث في عالم اللحظية والتغير الوقتي وقِصر الانتباه وسرعة التشتت.
أغلب الناس يرى الفقر أنه مساوٍ للمرض وهذا فقر معرفي مؤكد.
في الواقع، دائرة الفقر أكبر من ذلك، بل هي دوائر مختلفة، ممكن نقول أمواج مركزها هو الفقر الكامل، وهذا الفقر ينعكس بصورة توسعية ليشمل درجات أخرى من الفقر هي أقل شدة وأقل تأثير، وهي من درجات الفقر أيضاً.
مركز الفقر هو الفقر المركب، بمعنى أنه فقر مركب من جميع عناصر الفقر المختلفة، أو الفقر الخالص، وهو يمثل الصورة الأصلية والمادة الخام للفقر بشكلها السرطاني المدمر. هذا المستوى الأول من الفقر هو اجتماع كافة مستويات الفقر في نفس الشخص أو المجتمع أو الكيان البشري، وبالتالي يصعب جدا حل هذه المعضلة وعلاج هذا المرض بالطرق التقليدية المعروفة لإذهاب الفقر المادي.
عشان نفهم أكتر، هنتكلم عن النوع الثاني من الفقر.

المستوى الثاني من الفقر هو الفقر المعرفي، وحقيقة هذا الفقر هو الأخطر على الإطلاق عند مقارنته بفقر المكاسب الدنيوية أو فقر المال أو فقر المادة. تخيل معي إن عندك سيارة فارهة مطلية بالذهب وبها محرك طائرة، يعني سرعتها خرافية وإمكانياتها مطلقة، ولكن للأسف عجلة القيادة  Steering System غير سليمة. وبالتالي أنت لا تستطيع التحكم في وجهة السيارة، تحاول تلف يمين فتلاقيها بتروح جهة اليسار.. هذه السيارة الفارهة في هذه الحالة لا تساوي شيء...وهكذا حياتك عندما تكون ثري ماديا ولكن فقير معرفياً.
الفقراء معرفيا تجدهم أكثر الناس إنفاقا بدون داعي، وهم أيضا الأكثر عرضة للسقوط في الفقر مادي، وبالتالي عندما تكون فقير معرفيا وفقير ماديا، فحقيقة أنت أخطر أنواع الفقراء على الإطلاق، وخطر هذه الفئة غير محدود بأنفسهم أو محيطهم، لكنه خطر شديد على المجتمع، ومنهم يظهر الأفاقين، والمجرمين، والسوقى، والدهماء، وشرار الخلق. ومنهم تظهر حالات الهياج والابتعاد عن الحكمة الجماعية أو عدم الالتزام بالآداب العامة والعادات والتقاليد واحترام الكبير ورموز المجتمع الفقير. ومن ثم، نصبح أمام فوضى يسودها روح الطغيان أو الجبروت أو استخدام القوة المفرط بدون أسباب حقيقة. هي حالة من الهياج لأجل الهياج وفقدان الغاية والهوية.
حقيقة في كلام كتير وتوصيف أشد إيلاما نقدر نقوله هنا لأن هذا الواقع وهذه هي درجة الفقرة المنتشرة في جميع أنحاء العالم الآن، لكن حتى لا نطيل عليكم خلونا ننتقل للدرجة من الثالثة من الفقر.

الفقر المادي هو ثالث مستوى من مستويات الفقر، ولعله يكون الأقل حدة وشدة وتأثيرا في طمس المجتمعات. وهذا النوع من الفقر يعود لأسباب مختلفة، منها الوضع الاقتصادي العام، ومنها تحكم الشركات العابرة للقارات في اقتصادات الدول الصغيرة، ومن الأسباب أيضاً هو الحداثة والعولمة في صورة استغلال الأيدي العاملة وانتهاز مقدرات الدول، وأخيرا وليس آخرا الحرب العالمية الجديدة أو ما يعرف برؤوس الأموال، أو حرب المال العالمية.
الفقر المادي معروف إنه إلى زوال ويستحيل أن تتعاقب الأجيال داخل الأسرة أو العائلة الواحدة على حالة فقر ثابتة. الجميع رأى الفقير المعدوم يأتي بعده أحفاد أثرياء وأغنياء، والعكس صحيح، وهذا من باب التدافع بين البشر واستغلال الفرص المتاحة وتنمية المهارات وتمايز الكفاءات والعقول من جيل لآخر.

ترى أسرة معروفة بأنها إقطاعية وعندها آلاف الأفدنة والأراضي الزراعية، ثم يأتي الجيل الثاني لينفق الأموال ويضيعها، وبالتالي يأتي بعده جيل ثالث فقير. ومن هنا تتبدل الطبقات الاجتماعية وتذوب الحدود، وسنة الله في التبديل والتغيير غالبة ولن تجد لسنة الله تحويلا.

إرسال تعليق

0 تعليقات

Ad Code

Responsive Advertisement