Ad Code

نظرية الثلاجة والنظرية السياسية - وجهان لطعام واحد



الليبرالية قائمة على ثالوث الحرية، الحياة، والملكية حيث لا حرية لمن لا يمتلك. ونقصد بالملكية هنا موارد ومصادر الإنتاج الإقطاعية، أو فيما يعرف بحركة التحرر ضد الإقطاعية الثيوقراطية الغربية.
وعلى الطرف الأخر، نجد أن الشيوعية الماركسية اهتمت بنفس العامل، الملكية، عندما نظّرت لحصر الملكية في الدولة أو الجماعة وشيوعها بين الأفراد حتى لا تكون دولة بين الأغنياء منهم، البرجوازيين والإقطاعيين، بل هي في قلب البلوريتاريا أو الطبقة العاملة.
قد تبدو فرضية بسيطة لكنها الحقيقة المُرة: الليبرالية والشيوعية وجهان لعملة واحدة في تاريخ الفلسفة الأوروبية - الصراع على الموارد والتملك أو ما يعرف بالمادية.
في هذا العالم المحسوس، وفي هذه البقعة التي ظهرت على أنقاض السكان الأصليين، ينتهي كل شيء حيث انتهت المادية، فلا وجود لما هو غير مادي، ولا وجود لما يتجاوز الوجود.
بدءاً من كولومبوس -القرصان الأمي- وحتى لوك وماركس ونيتشه، كلهم ياعزيزي غرقى المادية وتداعياتها.
لم تفشل المادية في إثبات فشلها لكن فشل الإنسان في فهمها.
كل شيء سريع ومتغير ويؤول إلى الزوال المؤكد، كل شيء يقول للإنسان كفى يا أحمق.
لا أحد ينكر نعمة المنتجات والاختراعات، الحمدلله:
١- الثلاجة التي حفظت الطعام لأيام وشهور!
٢- الهاتف الذي يجعلك تتواصل مع قارات مختلفة في وقت لحظي وبسهولة.
لكن أين هذا من الحقيقة؟
١- قبل الثلاجة: كانت الأسر تقوم بتقسيم الطعام وتوزيعه في أغلب الوجبات، فلا شيء يحفظ خروفك اللذيذ لأيام بعد شويه!
من هنا ظهر توطيد العلاقات بين الجيران والمجتمعات، من هنا كان التواصل الحقيقي ونبوغ معادن الكرم، والتلاحم، و التآخي. اللحم كان ضيف مألوف يزور الجميع عندما يقرر أحدهم أن يولم للضيف. أما الآن فالفردانية سيدة الموقف! الثلاجة قادرة على حفظ الطعام لشهور. لماذا أشاركه مع جاري؟ ثم تطور الموقف حتى صار اللحم ضيف عزيز حتى على الفرد، حتى بعد وجود الثلاجة. املأها بيبسي ياعزيزي، هنيئاً لك.
٢- قبل الهاتف: ما بين الحمام الزاجل وتليغرافات بالشهور، دائما ما كان التواصل أكبر من مداد الرسائل. التواصل هو الصلة بين القلوب التي تنتظر رسالة بريدية بالشهور من قريب غائب أو عزيز مفقود، أو حتى زيارة بعد سفر شاق لصلة الرحم والاطمئنان على الأقارب والخلان! أما الآن، أنت تبتعد قدر ضغطة زر عن أبعد شخص في العالم، ومع ذلك لا تتواصل معه. نفسك التي دفعتك لركوب الإبل وامتطاء الخيل لشهور لتتواصل مع قريب بعيد تمنعك الآن من ضغطة زر لتتواصل مع أحبابك.
مرحباً بكم في عالم الثلاجة.

إرسال تعليق

0 تعليقات

Ad Code

Responsive Advertisement